/ الفَائِدَةُ : (52) /

19/04/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / الْاِشْتِقَاقُ اللُّغَوِيُّ آيَةٌ على الْاِشْتِقَاقِ التَّكْوينِيّ / إِنَّه ينبغي على الباحث عندما يبحث في أَبواب المعارف عن الْاِشْتِقَاقِ أَنْ لا يقف عند حدِّه ، بل يجعله مُنْطَلَقاً وآيَة ينطلق منها ؛ ليسبح في عوالم الغيب غير المتناهية ؛ فإِنَّ الثَّابت في عوالم المعارف : أَنَّ الْاِشْتِقَاقَ اللُّغَوِيَّ آيَةٌ وأَمارةٌ على الْاِشْتِقَاقِ التَّكْوينِيّ . والمراد من الْاِشْتِقَاقِ التَّكْوينِيّ : نوع إِيجاد شيء من شيءٍ آخر من دون توالد وتوليد . واِشْتِقَاقُ الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ومخلوقات عَالَم النُّور يكون من هذا النحو . وإِلى هذا أَشارت بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان الحديث القدسي : «... هذا مُحمَّد وأَنا الحميد والمحمود في أَفعالي شققتُ له اسماً من اسمي ، وهذا عَلِيٌّ وأَنَا العليّ العظيم شققتُ له اسماً من اسمي ، وهذه فاطمة وأَنا فاطر السَّماوات والأَرض ، فاطم أَعدائي عن رحمتي ... فشققتُ لها اسماً عن اسمي ، وهذا الحسن وهذا الحسين ، وأَنا المحسن المجمل ، شققتُ لهما اسماً من اسمي ...»(1). 2ـ بیان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «أَوَّل ما خلق الله نوري ؛ ابتدعه مِنْ نوره ، واشتقَّه مِنْ جلال عظمته ، فأَقبل يطوف بالقدرة ... ففتق مِنه نور عَلِيّ عليه السلام ، فكان نوري مُحيطاً بالعظمة ، ونور عَلِيّ عليه السلام مُحيطاً بالقدرة ، ثُمَّ خلق العرش واللوح ... والعقل ... مِنْ نوري، ونوري مُشتق مِنْ نوره ...»(2). 3ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام عن هشام بن الحكم ، قال: «سألت أَبا عبد الله عليه السلام عن أَسماء الله عزَّ ذكره واشتقاقها ، فقلتُ : (الله) مِمَّا هو مُشتق؟ قال : يا هشام ، (الله) مُشتق من إِلٰه ، وإِلٰه يقتضي مألوهاً ...»(3). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 11: 151. (2) بحار الأَنوار، 25: 22/ح38. رياض الجنان (مخطوط). (3) بحار الأَنوار، 4: 157/ح2